جرت في كلية العلوم الإسلامية – قسم الفقه واصوله مناقشة أطروحة الدكتوراه للطالب علي فاضل درباس ، الموسومة بـ “مفهوم القياس عند الحنابلة وتطبيقاته في شرح الزركشي (ت772هـ) على مختصر الخرقي (334هـ) " وذلك اليوم الثلاثاء الموافق 20/5/2025 ، في قاعة صلاح الدين الأيوبي في كليتنا، تحت إشراف الدكتور إسماعيل حبيب محمود.
إن لهذا الموضوع أهداف وأهمية لابد من الإشارة اليها وهي :
1-العمل على التعريف بالسير الذاتية للإمامين الخرقي صاحب المختصر ، والزركشيِّ الحنبليِّ ، الشارح لمختصر الخرقيِّ ، حيث أردت تسليط الضوء على سيرة هذين العالمين الجليلين من الناحية الشخصية والعلمية والإطلاع الواسع على القياس ومفهومه وتطبيقاته ، من خلال المسائل التي تناولتها دراستي في كتاب ( شرح الزركشيِّ على مختصر الخرقيِّ ) . وايضاً بيان القياس باركانه الاربعة في جميع المسائل والمتمثلة : ( بالأصل ، وحكم الأصل ، والعلة ، والفرع ) وكذلك معرفة الأراء التي أخذها الإمام الخرقي ، والإمام الزركشي على عاتقهما ، مرتبة متسلسلة على وفق ما أورده الإمام الزركشي في كتابه ( شرح الزركشيِّ على مختصر الخرقيِّ ) ، والعمل على مناقشتها ، ومعرفة النصوص والأثار واقوال العلماء فيها ، وبيان الراجح في ذلك والإطلاع بشكل مفصل على الأراء داخل المذهب الحنبليِّ ، لمعرفة رأي من سار على هذا المذهب ، وبيان إختلاف الاراء بين علماء المذهب نفسه
و اهم ما توصل إليه الباحث من نتائج في هذا البحث كالآتي:
1_ إن الإمام الخرقيِّ كان من أعيان الفقهاء الحنابلة ، وسمي بالخرقيِّ : والخرقيِّ : بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وبعدها قاف ، هذه النسبة إلى بيع الخِرَقْ والثياب .
2_ – أما الإمام الزركشيِّ ، فهو أصله عربي ، من عرب بني مهنا الذين هم من جند الشام ناحية الرحبة ، وبنو مهنا أسرة مشهورة في ذلك الوقت ، ومنهم أمراء في تلك الجهات ... ومنه تعرف أن الزركشيِّ ينتمي الى هذه الأسرة الشهيرة.
3_ أما عن عمل المذهب في القياس فإن الحنابلة يعملون بالقياس ، كغيرهم من المذاهب التي تجيز العمل بالقياس ، كما أنهم من خلال عملهم بالقياس يجعلونه الدليل الرابع في للعمل به ، ويكن الأخذ به عند الضرورة ، إذا لم يوجد في المسألة نص من الكتاب أو السنة أو الإجماع ، يأخذون بالقياس.
4_ فلهذا الكتاب ميزات هائلة منها : تحليل عبارة المتن ، وإن كانت واضحة في الغالب ، لكن [ الإمام الزركشيِّ ] يزيدها توضيحا ، ويبسط معناها بعبارة سلسلة بليغة تتجلى فيها أهليته ، وتمكنه من معرفة البيان واللغة ، ولا شك أن ذلك نتيجة اشتغال طويل أو فهم ثاقب وقوة إدراك
5_ ذكر الوجوه والتخريجات والاحتمالات ، وإسنادها إلى استنبطها أو خرجها ، وذكر من اختار كل قول ، ومن رجح أحد الاحتمالات من المتقدمين والمتأخرين ، وتسمية كتبهم في الغالب.
6_ التوجيه والتعليل حيث يتبع كل قول أو رواية بذكر الحكمة فيها ، ويوجهها بما يفيد أرجحيتها ، ولا شك أن تعليل المسائل وتوجيه الأقوال مما تنشرح له الصدور، وتستدل به على حكمة الله تعالى في شرعه وأمره ، ويعرف به أن الرب تعالى حكيم في كل ما دبره وقضاه
أعضاء لجنة المناقشة:
- د. محمود عبدالستار عبدالجبار – رئيساً
• د. مؤيد نصيف جاسم – عضواً
• د. يوسف حسن حمد – عضواً
• د. عثمان خضير مزعل – عضواً - د. عبدالموجود عثمان علي _ عضواً
- د. إسماعيل حبيب محمود _ عضواً ومشرفاً
وبعد المناقشة المستفيضة، أثنت اللجنة العلمية على الجهود التي بذلها الطالب في إعداد أطروحته، وقررت منحه تقدير مستوفٍ تقديرًا لمستوى البحث وأهميته العلمية