نوقشت في كلية العلوم الإسلامية قسم أصول الدين أطروحة الدكتوراه للطالب (أحمد مهدي موسى) عن اطروحتها الموسومة (المناظرات العقدية للإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) مع أهل الكتاب-عرض ودراسة) بأشراف الدكتور محمد هادي شهاب المحترم ، اليوم الخميس الموافق 5/9/2024 في قاعة صلاح الدين في كليتنا . وان أهمية الموضوع تكمن في انه تساهم المناظرات بشكل كبير في بيان العقائد الحقة وتصحيح عقائد الناس , لذا عمد كثير من الأنبياء إلى المناظرات لبيان الحقائق ومنهم نبي الله إبراهيم , وموسى , وعيسى (عليهم السلام) وقد أولى الدين الإسلامي المناظرات والمجادلات اهتماماً بالغاً , كما هو متحقق في جميع الأديان السماوية السابقة , كونها وسيلة مؤثرة في إبطال ودفع الشبهات التي يثيرها أرباب ومتكلمي الأفكار المنحرفة
وان أهم النتائج التي توصل اليها الباحث هي كما يأتي:
1. تنوع المباني الفكرية لدى الإمام علي (عليه السلام) في اجوبته مع اليهود والنصارى , والتي اثمرت ثمراً نافعاً لنا , إذ اعتمد الإمام على النص القرآني في بيان المعنى المراد إثباته في كثير من مناظراته , واستخدم تارة النصوص كتب ومصادر أهل الكتاب ليدعم صحة مقولته , وتارة اخرى أعتمد المبنى العقلائي إذ يجعل من العقل معياراً في إثبات صحة المعنى المراد تقريره واحقيته عن غيره من المعاني , فضلاً عن اعتماده المبنى اللغوي في قبول دلالة اللفظ أو رفضه .
2. توصل الباحث إلى بعض الأسباب التي دعت الإمام (عليه السلام) لمسؤولية التصدي لمناظرة أهل الكتاب منها : التكليف الشرعي المناط به لأنه باب علم مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , وكثرة الأفكار العقدية المنحرفة عن الأصل السماوي الذي جاء به القرآن الكريم ودعت إليه السنة النبوية المباركة , فضلاً عن مكانته العلمية والدينية السامية بين اصحاب رسول الله التي الزمته التصدي لرد الشبهات الزائفة , ولعل الواعز الإنساني الذي يحمله الإمام تجاه الإنسانية جمعاء دفعه لمحاولة إنقاذهم من العمى والضلالة التي هم فيها .
3. اتضح لدى الباحث أن الأُسس التي انطلق منها الإمام (عليه السلام) في مناظراته تقوم على النصح والإرشاد لعموم الناس أولاً , من ثم تصحيح ونقد المسارات العقدية الخاطئة التي يعتنقها الآخرون , من خلال إثبات أحقية الفكر الإسلامي في ميدان العقيدة , كل ذلك وغيره مستنداً به إلى هدي القرآن الكريم , وسنة النبي الأكرم , ومن ثم الركون إلى العقل السليم في بعض المسائل العقدية , فضلاً عن إشراكه بعض الوقائع التاريخية لبعض الأمم الماضية بغية اعانته في تقرير العقيدة الحقة .
4. ثبت لدى الباحث أن أهم اسباب الاختلافات في ميدان العقيدة يعود إلى تعدد نسخ المصدر الأول للنصارى , وعدم اثبات صحة السند لكاتب التوراة والإنجيل , فضلاً عن فقدان النسخة الأصلية لهذه الكتب المقدسة , وتدخل الأيادي الخفية في وضع بعض النصوص في تلك الكتب وفقاً لمصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حساب غيرهم
5. اعتمد الإمام في مناظراته على اساليب عدة أهمها : اسلوب الاستدراج إذ عمد الإمام إلى استدراج الخصوم في الحديث وصولاً به إلى النهايات المغلقة , والتي تعين في قلب ادعاء الطرف الآخر لصالحه , واستخدامه طريقة إعادة إنتاج المعنى بالولوج إلى عالم النص بآليات معينة , تساعد بالكشف عن دلالات لا يمكن تجاوزها , وكذلك اعتماده على القرائن النصية والحالية واللغوية والعقلية , للكشف عن المعاني المتوارية خلف اعماق النصوص
تألفت لجنة المناقشة من السادة التدريسيين :
- د. محمد حسين عبود رئيساً
- د. رحيم سلوم مرهون عضواً
- د. كفاح صابر رشيد عضواً
- د. محمد خليل ابراهيم عضواً
- د. نصير كريم كاظم عضواً
- د. محمد هادي شهاب عضواً ومشرفاً
وبعد المناقشة المستفيضة أخذت اللجنة العلمية كافة الجهود المبذولة من قبل الطالب ومنحته تقدير مستوفٍ