جرت في كلية العلوم الإسلامية _ قسم الحديث وعلومه مناقشة رسالة الماجستير للطالب علي صالح علي ، الموسومة بـ “ظاهرة التفاخر بالأنساب ومعالجاتها في السنة النبوية_دراسة موضوعية " وذلك اليوم الاثنين الموافق 11/8/2025 ، في قاعة صلاح الدين في كليتنا، تحت إشراف الدكتور احمد حميد حمادي.
وان اهمية هذه الدراسة هي:
1. التنبيه على خطورتها: فالتفاخر بالأنساب يؤدي إلى الكبر والعنصرية، وهي من الصفات المذمومة التي تُفرق ولا تُجمع، وتُفسد ولا تُصلح.
2. بيان موقف الإسلام منها: إذ أن السنة النبوية جاءت بمعالجة تربوية حكيمة لهذه الظاهرة، تحذر منها وتبين أنها من دعوى الجاهلية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"دَعُوها فإنها منتنة" [رواه البخاري]، عند حديثه عن العصبية القبلية.
3. تعزيز القيم الإسلامية البديلة: مثل المساواة، والأخوة في الدين، والتقوى، والعمل الصالح، باعتبارها المعيار الحقيقي للتفاضل بين الناس، كما في الحديث: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [الحجرات: 13].
4. تحقيق التماسك المجتمعي: فبنشر الوعي حول خطورة التفاخر بالنسب، والعمل بتوجيهات السنة، يتم تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، ونبذ كل ما يثير الفتنة أو الفرقة.
من هنا، فإن دراسة هذه الظاهرة ومعالجتها من خلال السنة النبوية تسهم في بناء مجتمع متوازن يسوده الاحترام، والتقدير، والمساواة، ويعتمد في تقييم الأفراد على أخلاقهم وأعمالهم لا على أنسابهم وأصولهم.
و اهم ما توصل إليه الباحث من نتائج في هذا البحث كالآتي:
1_ الأنساب لغةً هي القرابة والنسبة، واصطلاحًا هي تعرّف الإنسان على أصله من جهة آبائه وما يتفرع عنه من علاقات أسرية. ويتصل بمفهوم الأنساب ألفاظ كالتفاخر ، والظاهرة ، وكلها تدور حول الانتماء والقرابة، وتكمن أهمية الأنساب في حفظ الحقوق، وصلة الأرحام، وتنظيم العلاقات الاجتماعية والشرعية، وقد اعتنت الشريعة بها لما لها من أثر في الأحكام مثل الميراث والنكاح، وينقسم النسب إلى صحيح يُثبت شرعًا، وغير صحيح لا يُعتد به، كالناتج عن الزنا أو التبني.
2_ نشأ علم الأنساب في المجتمعات العربية القديمة حفظًا للأنساب والقبائل، وكان يعتمد على المشافهة والرواية من خلال النسّابين والرواة، ثم تطور مع الزمن إلى مرحلة التدوين في صدر الإسلام بسبب الحاجة لحفظ الأنساب وضبط الأحكام الشرعية المتعلقة بها، ومع اتساع الدولة الإسلامية، ازداد الاهتمام به، وظهرت كتب خاصة في الأنساب اعتمدت على السند والتحقيق، وقد تنوعت طرق جمع الأنساب بين الرواية، والكتابة، والسجلات، ما ساعد في توثيقها وانتقالها بدقة بين الأجيال.
3_ علم الأنساب له فضل في حفظ الروابط الأسرية وصلة الأرحام ومعرفة الحقوق الشرعية، لكنه قد يُساء استخدامه إذا تحول إلى وسيلة للتفاخر والتمييز الطبقي، وقد ساهم ذلك في نشوء العصبية الجاهلية والتفريق بين الناس على أساس النسب لا الدين أو التقوى، ويرجع التفاخر بالأنساب إلى ضعف الوازع الديني، والاعتزاز المفرط بالقبيلة، والجهل بقيم الإسلام التي تساوي بين الناس.
4_ وحدة المسلمين ترتكز على رابطة الدين لا النسب، فالإسلام قدّم رابطة العقيدة على القرابة، مما يعزز التماسك الاجتماعي ويذيب الفوارق القبلية، ومع ذلك، فإن معرفة الأنساب تسهم في صلة الأرحام وتقوية الروابط الأسرية إذا استُخدمت في إطارها الشرعي، ويؤدي التوازن بين وحدة العقيدة واحترام الأنساب إلى مجتمع متماسك، تسوده الأخوة والتعاون، كما أن إدراك هذا المفهوم ينعكس على أخلاقيات التعامل، فيدعو إلى التواضع، ونبذ الكِبر، واحترام الآخرين بغض النظر عن نسبهم أو أصلهم.
5_ الأنساب تساهم في معرفة القدرات والمهارات المتوارثة داخل الأسر والقبائل، مما يساعد على توجيه الأفراد نحو التخصصات التي تناسبهم وتطوير مهاراتهم، كما تُستخدم في الدعوة إلى الخير من خلال التأثير الإيجابي لمن عُرفوا بحسن السيرة والمكانة الاجتماعية، وتبرز الحاجة إلى علم الأنساب عند الرد على أهل الباطل، حيث يُستشهد به لإثبات الحق ودحض الشبهات، مع الالتزام بالعدل والإنصاف وعدم الانزلاق إلى الطعن أو التفاخر المذموم.
أعضاء لجنة المناقشة:
- أ.د. جليل محسن وناس _ رئيساً
- أ.د. غازي نايف حميد _ عضواً
- أ.م.د. قعقاع مهدي صالح _ عضواً
- أ.د. امحمد إبراهيم خليل _ عضواً ومشرفاً
- وبعد المناقشة المستفيضة، أثنت اللجنة العلمية على الجهود التي بذلها الطالب في إعداد رسالته، وقررت منحه تقدير مستوفٍ تقديرًا لمستوى البحث وأهميته العلمية