مناقشة أطروحة دكتوراه في قسم الفقه واصوله بعنوان ( السياق عند الاصوليين وتطبيقاته في آيات الأحكام _ نماذج مختارة من تفسير إبن عاشور ( 1393هـ)  )

جرت في كلية العلوم الإسلامية – قسم الفقه واصوله مناقشة أطروحة الدكتوراه للطالب محمد صباح رشيد ، الموسومة بـ “السياق عند الاصوليين وتطبيقاته في آيات الأحكام _ نماذج مختارة من تفسير إبن عاشور ( 1393هـ)  " وذلك اليوم الثلاثاء الموافق 16/9/2025 ، في قاعة صلاح الدين في كليتنا، تحت إشراف الدكتور عثمان خضير مزعل 

تتجلى أهمية دراسة السياق في كونه من الوسائل العظيمة الكاشفة عن مراد الشارع، فالسياق يمثل إطاراً حاكماً لدلالة الألفاظ، وموجِّهاً لاستنباط الأحكام، وبه يتضح المجمل، ويُقيد المطلق، ويُخصص العام، وتُدرَك مراتب الكلام من حيث قوة الدلالة أو خفاؤها و إن دلالة السياق تندرج ضمن دائرة دلالات الألفاظ، وتفسير النصوص، وهي من أهم دوائر علم أصول الفقه، بل إن دراسة السياق تعدّ من صميم علم الأصول، إذ تُظهر كيف أن الألفاظ لا تفهم مجردة عن سياقها، وأن المعاني إنما تُضبط بما يحف بها من قرائن لفظية أو حالية، الأمر الذي يجعل من هذه الدراسة لبنة مهمة في بناء النظر الأصولي الرصين، وربط أصول الفقه بمقاصده الكبرى, وقد جعل ابن عاشور من السياق الأصولي وسيلة لضبط مناط الأحكام، وربطه بالمقاصد، مما يعكس مشروعاً أصولياً تجديدياً يليق أن يُستفاد منه في الاجتهاد المعاصر، وقد منحه حضوراً متميزاً في تفسيره التحرير والتنوير، موظفاً إياه في تحرير مناطات الأحكام على نحو مقاصدي يجمع بين فقه النص وفقه الواقع.

و اهم ما توصل إليه الباحث من نتائج في هذا البحث كالآتي:

- السياق هو المسؤول الأول في تفسير النصوص ، ودلالتها على الأحكام ، بحيث لو قُطع النص عن سياقه لتغير معناه، ووقع الخطأ في الاستدلال والاستنباط، وبهذا يمثل ضابطاً دقيقاً للفهم الصحيح للنصوص الشرعية.

- إن السياق من أعظم وجوه الإنباء عن معاني الألفاظ المرادة في كلام الله ورسوله r ، ورعايته من موارد الإمعان في فهم كلام الله ورسوله r؛ لأن دلالة السياق ترشد إلى مقاصد الشارع من تشريعاته، وتعين على تنزيل الكلام على المقصود منه، والغفلة عنها تؤدي إلى الخروج عن مقصود النصوص.

- إن من عنون للسياق الإمام الشافعي –رحمه الله- عقد باباً من أبواب رسالته فقال: " باب الصنف الذي يبين سياقه معناه ".

- التعريف المختار لدلالة السياق: [ هو كل ما له تأثير معتبر على المقصود في معنى خطاب معين ]؛ لأن الغرض منه معرفة قصد المتكلم ومراده من الخطاب بعد قابلية التأثير فيه بدلالة السياق بنوعيها الحالي والمقالي.

- إن السياق كما يقول الشيخ عزالدين بن عبدالسلام بأنه: "يرشد إلى تبيين المجملات، وترجيح المحتملات، وتقرير الواضحات"، وقال الشيخ تقي الدين في شرح الإلمام: "نص بعض أكابر الأصوليين على أن العموم يخص بالقرائن"، ويقصر العام على مقصوده.

 أعضاء لجنة المناقشة:

  • د. ياسين حسن حمد  – رئيساً
  • د. رنا صميم صديق _ عضواً
  • د. عثمان حسين عبدالله _ عضواً
  • د. محمد احمد صالح _ عضواً
  • د. محمود عبدالستار عبدالجبار _عضواً
  • د. عثمان خضير مزعل _ عضواً ومشرفاً

  • وبعد المناقشة المستفيضة، أثنت اللجنة العلمية على الجهود التي بذلها الطالب في إعداد أطروحته، وقررت منحه تقدير مستوفٍ تقديرًا لمستوى البحث وأهميته العلمية

Related Articles